توجيه - الفلسفة

 ----------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين ؛ سيدنا محمد عليه أفضل الصلاه وأتم التسليم 

يعاني التلميذ الذي يتابع دراسته بسلك البكالوريا وخاصة السنة الثانية  أيما معاناة من مادة الفلسفة التي تشكل للتلاميذ عائقا حقيقيا في طريق النجاح، لكن هذا العائق يمكن تفهمه  كليا أو جزئيا إذا عرفنا أسبابه الذاتية والموضوعية. وإذا وضحنا طريقة التعامل مع مواضيع الاختبار الوطني الموحد سواء تعلق الأمر بالنص أو القولة أو السؤال.

الأسباب الذاتية:

وهي تلك الأسباب المتعلقة بالتلميذ، وتظهر من خلال الملاحظات التالية:
- عدم الإهتمام بالمادة: نظرا لانتشار مجموعة من المشوشات، ترتبط أحيانا بالتمثل الاجتماعي للفلسفة، وأحيانا أخرى بالأستاذ الذي قد يتحول إلى شيطان إنسي يمنع التلاميذ حتى من كتابة البسملة في الدفتر أو في ورقة التحرير، أو ينشر الإلحاد والتشكيك، وخاصة إذا اجتمعت هذه الأمور بسوء الخلق، مما يترك استياء حقيقيا من مادة الفلسفة.
- ضعف التكوين: هناك إجماع اليوم على تدني مستوى التعليم في المغرب العربي عموما وفي الجزائر خصوصا، فهل يعقل مثلا أن يعجز تلميذ البكالوريا عن كتابة ولو جملة واحدة مفيدة؟ أما عن الأخطاء الإملائية فحدث ولا حرج ولا من يسمع. وإذا كانت اللغة نصف الفلسفة فكيف تدرس الفلسفة –وهي ممارسة واعية ومركزة- لمن لا عدة له ولا ميول ولا حاجة؟ وإن كان السبب المباشر يعزى لفساد السياسة التعليمية المتبعة.
- التواكل واللامبالاة: لم تعد للتعليم حرمته ولا للمعلم شرفه، ولا للشهادة العلمية مكانتها ولا للمتخرج كرامته. كل ما في الأمر صيرورة لا أدرية تعبث بالأرواح والأعمار. لا يبالي التلاميذ بمادة الفلسفة إلا من أجل النقطة فقط، ويعتمد ون في اختباراتهم على كل شيء إلا على أنفسهم.

الأسباب الموضوعية:

- انتشار آفة الغش: فلم يعد الغش اليوم ظاهرة تحلل ويبحث لها عن علاج، بل أصبح اللاغش هو الظاهرة الطارئة عن الميدان، مما أوصلنا تحقيقا إلى الحديث عن التلميذ الظاهرة، أو ظاهرة التلميذ، ومن ورائها ظاهرة التعليم، بل وظاهرة الدولة جملة... فمن سيزيل من أذهان التلاميذ أن الدولة تمارس الغش والتزوير والكذب على المواطنين؟من غش في امتحان كمن غش في غيره* * * * * تعددت الأشكال والغش واحد
- الإثقال بالمحتويات: أكثر من ستين اسما فلسفيا أعجميا! فكيف يستوعب التلميذ هذا الكم من المواقف بمفاهيمها ومضامينها وحجاجها؟ وهو مثقل أصلا بكم من المواد التي تعود في تعليمنا أن يستظهرها عن ظهر قلب، دون أن تستقر في القلب. تعليم كمي وشكلي
- اختلال التقويم: التقويم في الفلسفة تقويم نسبي لا يخضع غالبا إلا لمزاج المصحح وتكوينه وتفكيره وإيديولوجيته، فتجد المصحح المتأثر بتمركسه وإلحاده لا يقبل رائحة الإسلام من التلميذ، بل ينسب للدين كل مظاهر التخلف والفقر والشعوذة...، وتجد المصحح المتمسلم الذي لا يقبل من تلاميذه سؤالا محرجا، فيتلفظ بعبارات التكفير والتبديع والتأفف دون نقاش. وهذا مشكل تربوي ينبغي علاجه. إذ رغم الشعارات الداعية لنشر قيم الإحترام والحوار والتسامح فإن المشكل مازال مطروحا.
- تعطيل الإصلاح: ضاعت هيبة العلم وشرف العالم ورسالة المعلم في بيئة سياسية وتربوية وإدارية وإعلامية متعفنة، تعطل الحق والعدل والصلاح وتراهن على السراب والمصادفة والارتجال. سياسة تعليمية مستوردة ومفروضة على الأمة بالإكراه، تفوت على أجيالنا أصالة التربية ومهارة التقنية.

ما العمل؟

لا ينبغي أن يقف التلميذ مع هذه العراقيل والصعاب فإن الموفق لا يستسلم للواقع البئيس ولا ينظر إليه نظرة سوداوية يائسة، "لا تيئسوا من روح الله"، بل يجب أن يتفاءل ويستبشر و يبذل أقصى جهده ليتفوق وينتصر، وسيحصل على أعلى الرتب في الاختبار. وفيما يخص اختبار الفلسفة يستأنس باتباع الخطوات المنهجية التالية دون الانزلاق في أية طريق تبعده عن المقصود ، الذي هو: المعالجة الفلسفية للموضوع. وأضع بين يدي التلميذ (ة) هذه الخطوات النظرية المختصرة التي أراها مساعدة له على إدراك مطلوبه ونيل مبتغاه، بعيدا عن الكتابة الانطباعية والعشوائية المليئة بالخواطر والمحشوة بالظنون، سواء فيما يتعلق بمعالجة النص الفلسفي أو القولة الفلسفية أو السؤال الفلسفي اوماتسمى باالمقالة الجدلية

-     صيغة امتحان البكالوريا في مادة الفلسفة ثلاث :
    السؤال المباشر : يتضمن الإشكاليات وهو نوعان :
1-     سؤال معرفي : يتطلب منك تناول وموقف فلسفي أو علمي بالشرح و التفسير .
2-     سؤال إشكالي : يتطلب منك تناول مختلف المواقف الفلسفية والعلمية + رأيك الشخصي في النهاية .

-         القولة : تتضمن الإشكالية + الموقف  . وهي موقف فلسفي إزاء مواقف أخرى .
-         النص الفلسفي : يتضمن الإشكالية + الموقف + الحجاج .
 التحليل في امتحان البكالوريا فيما يخص مادة الفلسفة

-         تحليل السؤال المباشر : يتم حسب نوع السؤال :
1-     السؤال المعرفي : يتطلب منك فهم السؤال فقط لكي تتناول في إجابتك الموقف الفلسفي أو العلمي شرحا وتفسيرا .
2-     السؤال الإشكالي : يتطلب منك استخراج الإجابتين المتضمنتين في صيغة السؤال ومقابلتهما . مثال دلك :
                             هل الشخصية معطى أم أنها بناء ؟ 
                            الإجابتين المتضمنتين في صيغة السؤال : 1- الشخصية معطى
                                                                                    2- الشخصية بناء
   بملاحظتك لهدا التقابل ، يمكنك الوقوف على الإشكالية المتضمنة في السؤال وعلى الإطار العام للجواب .
-         تحليل القولة : يجب عليك :
·        استخراج الإشكالية المتضمنة في القولة ودلك بمقابلة القول بنقيضه ثم اختزاله  في مفهوم فلسفي جامع ،و أخيرا  
       استنتاج الإشكالية .
·        استنباط الموقف الفلسفي أو العلمي الدي تحيل عليه القولة  و التعبير عنه باستخدام المفاهيم الأساسية .
·        استحضار مواقف فلسفية أو علمية أخرى مؤيدة ومعارضة من أجل تعميق فهمنا للقولة .
-         تحليل النص الفلسفي : يجب عليك :
·        استخراج الإشكالية التي يطرحها النص ، بعد قراءته عدة مرات .
·        استخراج موقف صاحب النص من هده الإشكالية و التعبير عنه .باستخدام المفاهيم الأساسية.
·        استخراج البنية الحجاجية للنص مع التمييز بينه وبين الاستلال ، فالحجاج يعطينا الإقناع أما الاستدلال فيعطينا الخطأ أو الصواب . كما أن الدليل يوضح و لا يحل الاستدلال .
·        استحضار مواقف أخرى من خارج النص من أجل تعميق فهمنا له .

ملاحظة : من بين المهارات التي يجب عليك اكتسابها في إطار تحليلك للنص " تقطيع النص إلى وحدات معنى "
يساعدك على ذلك :
· أدوات الاستنتاج : إذن ، و عليه ، و هكذا ، من ثم ، بناء على ذلك ، و بالتالي .....
· أدوات الشرط : إذا كان ، إن ...........
· أدوات المقابلة : على العكس من ذلك ، في مقابل ذلك ، من جهة أخرى ..........أدوات السبيبة : لأن ، بسبب أن، على أساس أن ، و ذلك يرجع إلى أن ...........
 الكتابة الإنشائية في مادة الفلسفة
 عناصرها ثلاثة : مقدمة – عرض – خاتمة


-         مقدمة :  يتطلب منك التمهيد (ما قيل)+ طرح الإشكالية كيفما كانت صيغة الامتحان (سؤال مباشر أو قولة أو نص فلسفي) 

-         عرض :يجب عليك صياغة العناصر المستخرجة من خلال تحليلك للقولة أو النص .
               يتطلب منك استعراض المواقف العلمية أو الفلسفية في حالة السؤال المباشر ، أما بالنسبة للقولة فيطلب منك إبراز   
               قيمة موقف القولة باعتماد مواقف فلسفية مؤيدة لصاحب القولة .
               كما يتطلب  إبراز حدود موقف القولة باعتماد مواقف فلسفية معارضة لموقف صاحب القولة (نقد خارجي) .
               و بالنسبة للنص الفلسفي يتطلب منك إبراز قيمة موقف النص وذلك بتدعيم البنية الحجاجية للنص بحجج إضافية       
               من عندك أو باعتماد مواقف فلسفية مؤيدة لموقف صاحب النص (نقد داخلي) .
               كما يتطلب منك إبراز حدود موقف النص باعتماد مواقف فلسفية معارضة لموقف صاحب النص (نقذ خارجي).

  خاتمة  : يتطلب منك إعطاء الحصيلة على شكل تكامل بين مختلفي المواقف إذا كانت هناك تقابل تعارض ، أما في حالة  
                 تقابل تناقض فيلزمك تجنب الجمع بين مختلفي المواقف حتى لا تقع أنت في التناقض .
                وفي الأخير ينبغي ختم إنشاءك الفلسفي بسؤال (لأن الفلسفة هي خروج من السؤال إلى السؤال )  .